تقلبات النفس في الشتاء _ عبدالرحمن المهيدي. الشتاء، عامل بالغ الإثارة للمرء، حافز بديهي، وتقرير واضح على الرغبة في ممارسة الحب، يقع في طرفي السنة محتويا ثلاثة فصول في الوسط، يحمل تكلفة اضرابات الطقس الكوني على حسابه، تعمد ان يدفىء بنات الفصول، لم يجد من يدفئه، ويبادله الاحتواء، ويقاسمه الرشخ عند مخاض الطقس، لذا انعكس نقص الاحتواء ذاك على البشر. الشتاء جزء حقيقي من التكوين النفسي للإنسان، الملعقة التي تحرك الاحاسيس الراسخة، التي يشعر المرء معها بالنضوج الحسي الرصين، وبمتيازاته الفطرية. حينما يأتي الشتاء أشعر ان روحي تتحدث بشكل واضح ومسموح، تكون مشاعري أكثر حساسية، تصاب بجنون الاندفاع، واحتمال الوقوع في اقرب فخ مهذب، دون تحسب، الروح في الشتاء حينما تجرح يكون جرحها أكثر عمق وحساسيه، واياك اياك ان تقع بالحب في الشتاء، ستعشق الى حد المرض، نعم ستصاب بالحب المرضي، وتصل الى أعمق مرحلة خطرة في الهوس، ليس بمقدور أحد انقاذك ان خذلت، ولن تستطيع ترميم روحك بعدها، الحب في الشتاء دواء مسموم، وخلل مزمن تصاب به الروح. والحنين في هذا الفصل المعقد من السنة فعال جدا وحقيقي حد الرغبة بالبك...