التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الشتاء عامل مؤثر للمناخ النفسي في الإنسان


تقلبات النفس في الشتاء _ عبدالرحمن المهيدي. 


 الشتاء، عامل بالغ الإثارة للمرء، حافز بديهي، وتقرير واضح على الرغبة في ممارسة الحب، يقع في طرفي السنة محتويا ثلاثة فصول في الوسط، يحمل تكلفة اضرابات الطقس الكوني على حسابه، تعمد ان يدفىء بنات الفصول، لم يجد من يدفئه، ويبادله الاحتواء، ويقاسمه الرشخ عند مخاض الطقس، لذا انعكس نقص الاحتواء ذاك على البشر. 


الشتاء جزء حقيقي من التكوين النفسي للإنسان، الملعقة التي تحرك الاحاسيس الراسخة، التي يشعر المرء معها بالنضوج الحسي الرصين، وبمتيازاته الفطرية. حينما يأتي الشتاء أشعر ان روحي تتحدث بشكل واضح ومسموح، تكون مشاعري أكثر حساسية، تصاب بجنون الاندفاع، واحتمال الوقوع في اقرب فخ مهذب، دون تحسب، الروح في الشتاء حينما تجرح يكون جرحها أكثر عمق وحساسيه، واياك اياك ان تقع بالحب في الشتاء، ستعشق الى حد المرض، نعم ستصاب بالحب المرضي، وتصل الى أعمق مرحلة خطرة في الهوس، ليس بمقدور أحد انقاذك ان خذلت، ولن تستطيع ترميم روحك بعدها، الحب في الشتاء دواء مسموم، وخلل مزمن تصاب به الروح. والحنين في هذا الفصل المعقد من السنة فعال جدا وحقيقي حد الرغبة بالبكاء، يصل الى اعلى مراحل السمو في الروح. وإن اتصل بك أحد وقال أنه يشتاق لك في هذا الفصل من السنة فصدقه.


الاستشعار الفعال بالنواقص الروحية التي يتعرض لها الانسان في الشتاء هي فقط نتيجة طقسية مناخية، اتعجب ممن يسخط من قدوم هذا الفصل العاطفي، ويستبدله بجهنمية الصيف، ما الشيء الجميل بالصيف؟ انه يجعل الانسان في حالة قرف وغليان على الدوام، يمارس عليه الضغط ويقتل الفن الجمالي للحياة، يستحوذ على كل لذة بسيطة وأساسية، حتى على مستوى المشي تحت النهار. هذا الكائن لايملك الوعي الروحي الكافي للمعرفة الجزئية بالشتاء. ولايفهم بالطبيعة، لايوجد في داخله اي تجانس معها، لايعي مقدار ارتباطها بنمو الاحاسيس العميقة في الانسان. انها جزء من الروح البشرية، ينتمي لها الانسان بشكل اولي. هي من تلهمه، وتمسح على أحزانه، وتحتوي خلوته.


والشتاء وليد الطبيعة، وجانبها المرهف. ولا تتعجب من قلة حالات الانفصال في الشتاء، وانخفاض منسوب افتعال الشر، الناس فيه ودودة وعاطفية جدا بعكس بقية الفصول. أنا لا اضمن نفسي على عدم الوقوع بالحب في هذه الفترة. الرجاء من الجميلات ان لا يتعرضن لي في غبش النهار حتى نهاية هذا الفصل من السنة. وبالأخص المهذبات الرزينات.


عبدالرحمن المهيدي

تعليقات