التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أين اختفت أماني الذماري

 


عن اختفاء اماني الذماري_  عبدالرحمن المهيدي. 

أين اختفت اماني الذماري؟ الأنثى الناضجة، وإحدى بنات الجنة. ان الزمن يسرع، الأعمال الفنية تقام باسراف تام، واماني غائبة. كيف حدث الغياب الكبير هذا دون مبرر او سابق انذار. بل كيف تجرؤ عجلة الزمن على الدوران دون ان يكون لأماني حضوراً بارزاً فيها.

هناك مقومات متجذرة، ميزات خاصة يختص الرب بتوزيعها لاناس دون سواهم، شفرات عبور، تعطي المرء قبول، او خفة، او كرازما جذابة...، منهم من يملك واحدة او إثنتين او ثلاث، اما اماني فتملكها كلها. اني احب الحضور الخاطف لهذه المرأة، عفويتها، اتزانها، لكنتها، ووجهها، كلها جميلة، ولاوجود لخطأ واحد في تكوينها.

مازلت اعتبر اختيار اماني في طاقم اي عمل انجاز بطولي عظيم، كيف لا، ووجودها لوحده يكفر ذنوب العرض الخاطئ، والاسقاط السيء المعتاد للمخرج.

حين تأخذ اماني دوراً بطوليـًا في عمل، يمسك المشاهد بحضورها، وياخذ متابعة العمل ضرورة، وعلى محمل الجد، وحين يراها يستكين، ويشعر ان الأمور الفنية تتقدم وتعبر نحو مجراها الصحيح. ان حضورها يرجح الكفة ويعلن الانتصار. قوية وساحرة ولا احد يستطيع ان يلغي سحرها او يكفر بوجوده.

تعتبر اماني من الممثلين الأوائل في التلفاز المحلي، تابعتها لأول مرة في مسرحية "والحل ياناس"، كانت رشيقة، تجيد قول الغنج، وبارعة في التمثيل حد الذهول؛ لصقت في ذهني بعد تلك المسرحية، وبحثت عنها مراراً، حتى وجدتها في اعمال تلفزيونه، ولكنها اختفت الآن.

ومن المعروف ان الشاشة اليمنية ينقصها بعضـًا من الكادر النسائي، والمؤسف ان نعتبر غياب نجمـًا من هذه السماء القليلة عاديـًا، كيف واماني اشدها سطوعـًا وبهاءًا، كيف لانكترث، ونسأل، ونلح. ان التفريط فيها حماقة لامبرر لها. وان لم يكن اهمالاً وتفريطـًا، فـ اماني فنانة عظيمة ويجب معرفة سبب غيابها.

اعيدوها وسنتوقف عن الجدل الموسمي للاعمال الفنية. ينقصنا اماني، وبعدها، لايهمنا من نجح في عمله او فشل، ليعبث من يعبث، وينجح من ينجح، لايهم، نريد اماني على الشاشة، ابحثوا عنها، اقلبوا الكوكب رأسـًا على عقب واخرجوها لنا، تلك الأنثى نادرة، موهوبة، وجودها عذب، وتركها للمجهول خطيئة عظيمة.


عبدالرحمن المهيدي. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشتاء عامل مؤثر للمناخ النفسي في الإنسان

تقلبات النفس في الشتاء _ عبدالرحمن المهيدي.   الشتاء، عامل بالغ الإثارة للمرء، حافز بديهي، وتقرير واضح على الرغبة في ممارسة الحب، يقع في طرفي السنة محتويا ثلاثة فصول في الوسط، يحمل تكلفة اضرابات الطقس الكوني على حسابه، تعمد ان يدفىء بنات الفصول، لم يجد من يدفئه، ويبادله الاحتواء، ويقاسمه الرشخ عند مخاض الطقس، لذا انعكس نقص الاحتواء ذاك على البشر.  الشتاء جزء حقيقي من التكوين النفسي للإنسان، الملعقة التي تحرك الاحاسيس الراسخة، التي يشعر المرء معها بالنضوج الحسي الرصين، وبمتيازاته الفطرية. حينما يأتي الشتاء أشعر ان روحي تتحدث بشكل واضح ومسموح، تكون مشاعري أكثر حساسية، تصاب بجنون الاندفاع، واحتمال الوقوع في اقرب فخ مهذب، دون تحسب، الروح في الشتاء حينما تجرح يكون جرحها أكثر عمق وحساسيه، واياك اياك ان تقع بالحب في الشتاء، ستعشق الى حد المرض، نعم ستصاب بالحب المرضي، وتصل الى أعمق مرحلة خطرة في الهوس، ليس بمقدور أحد انقاذك ان خذلت، ولن تستطيع ترميم روحك بعدها، الحب في الشتاء دواء مسموم، وخلل مزمن تصاب به الروح. والحنين في هذا الفصل المعقد من السنة فعال جدا وحقيقي حد الرغبة بالبك...